بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله وحده .. والصلاة والسلام على من لا نبي بعده سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم سيد الأولين والآخرين
وعلى آله وصحبه أجمعين .. إلـى يوم الدين اما بعد :
قول العلامة ابن عثيمين ـ رحمه الله ـ في قوله تعالى :
(وَقَالَ الَّذِينَ فِي النَّارِ لِخَزَنَةِ جَهَنَّمَ ادْعُوا رَبَّكُمْ يُخَفِّفْ عَنَّا يَوْماً مِنْ الْعَذَابِ) غافر 49
يقول : " تأمل هذه الكلمة من عدة وجوه:
أولا :أنهم لم يسألوا الله سبحانه وتعالى ,
وإنما طلبوا من خزنةجهنم أن يدعوا لهم . لأن الله قال لهم : (اخْسَئُوا فِيهَا وَلا تُكَلِّمُونِ) المؤمنون 108 . فرأوا أنفسهم أنهم ليسوا أهلا لأن يسألوا الله ويدعوه بأنفسهم بل لا يدعونه إلابواسطة .
ثانيا :أنهم قالوا (ادْعُوا رَبَّكُمْ)
ولم يقولوا : ادعوا ربنا
لأن وجوههم وقلوبهم لا تستطيع أن تتحدث أو أن تتكلم بإضافة ربوبية الله لهم ,
أي بأن يقولوا ربنا ,
فعندهم من العار والخزي ما يرون أنهم ليسوا أهلا لأن تضاف ربوبية الله إليهم
بل قالوا ( رَبَّكُمْ).
ثالثا :لم يقولوا يرفع عنا العذاب
بل قالوا (يُخَفِّفْ) لأنهم نعوذ بالله آيسون من أن يرفع عنهم .
رابعا :أنهم لم يقولوا يخفف عنا العذاب دائما
بل قالوا (يَوْماً مِنْ الْعَذَابِ) يوما واحدا
بهذا يتبين ما هم عليه من العذاب والهوان والذل
(وَتَرَاهُمْ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا خَاشِعِينَ مِنْ الذُّلِّ يَنْظُرُونَ مِنْ طَرْفٍ خَفِيٍّ) الشورى 45 .
أعاذنا الله منها".
انتهى كلامه رحمه الله تعالى