شـعـاع ألإسـلام المشرف
عدد المساهمات : 80 نقاط : 211 السٌّمعَة : 1 تاريخ التسجيل : 30/09/2011 العمر : 54 الموقع : منتديات ستار فوريم
| موضوع: من أحيا سنة من سنتي السبت أكتوبر 01, 2011 2:36 pm | |
| بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته من أحيا سنة من سنتي الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
فإن تعلم العلم والعمل به والدعوة إليه من أفضل القربات، وأرفع الدرجات، ولذا كان أنبياء الله ورسله عليهم الصلاة والسلام عاملين بعلم وداعين بعلم، قال تعالى 0]وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الهَوَى(3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى(4) ] {النَّجم} ، فبالعلم الصحيح الصريح - بعد توفيق الله تعالى - يحيى ما أميت من الخير، ويقبر ما بعث من الباطل، فتتهذب العقائد من درن الشرك والبدع، وتتهذب العبادات مما دخلها وداخلها من الإفراط والتفريط، وتتهذب المعاملات من الغش والغرر، وتتهذب الاخلاق من سيئها إلى غير ذلك.
وجُمَّاعُ الأمر في العلم والعمل: جلب المصالح ودرء المفاسد، فمن ثمرات العمل بعلم طاعة الله تعالى وطاعة رسوله - صلى الله عليه وسلم - مما يترتب عليه قرة العين، وانشراح الصدر، وطمأنينة القلب.
ونشر العلم يتفاوت فضله بحسب أثره وتأثيره، فأعظم العلوم توحيد الله تعالى بأسمائه وصفاته، وصرف العبادة لـه والتحذير مما يخالف ذلك، ثم يأتي بعد ذلك تعليم الناس ما افترض عليهم.
وبكل حال؛ فإن من العلم الذي يترتب على نشره الأجر الكثير: تعليم الناس ما جُهل وتذكيرهم ما نُسي، وقد جاءت البشارة النبوية في قوله - صلى الله عليه وسلم-: «من دل على خير فله مثل أجر فاعله» أخرجه مسلم. وقوله - صلى الله عليه وسلم - «من أحيا سنة من سنتي فعمل بها الناس كان لـه مثل أجر من عمل بها لا ينقص من أجورهم شيئا».
شاهد المقال : إن من المعلوم بدهاً أن استدامة ترك العمل ببعض السنن وتقادم الزمن على ذلك قد يورّث نسيانها عند قوم بل ومعاداتها وإنكارها عند آخرين، كما أن إطباق الكثيرين على عمل غير مشروع يساعد على ترسيخ شرعية ذلك العمل في نفوسهم مما يُصعّب ويصعب عليهم الانفكاك عن قناعاتهم، وما أجمل ما قاله الإمام الشاطبي في هذا المبحث، قال- رحمه الله تعالى - : "ولا يخفى أنّ إطباق الناس على أمر ما لتقادم العهد عليه لا يعني أن إطباقهم هذا دليل شرعي إذ ظهور دليل ما خفي على الناس زمانا يبطل هذا الإطباق ويجعله إطباقا لا معنى له". ونقل الإمام الشاطبي - رحمه الله تعالى - عن شيخ لـه أنه قال: "ولما كانت البدع والمخالفات وتواطأ الناس عليها صار الجاهل يقول : لو كان هذا منكرا لما فعله الناس ... "
وعودا على بدء : إن من العلم الذي يترتب على تعلمه وتعليمه الأجر الوفير إحياء تلك السنن التي جهلها أو هجرها كثير من الناس، ففي ذلك - فضلا عن حصول الأجر - من الثمرات:
- الانتظام في سلك المتابعين للسنن والآثار. - يورّث صاحبه الحذر من البدع وأهلها. - يزيد صاحبه محافظة على الفرائض والنوافل.
ومما يحسن ذكره في هذا المقام ما نقل عن الإمام أحمد رحمه الله تعالى أنه رأى رجلا خضب شيب لحيته بالحناء أو الكتم فهشّ لـه وبش وخاطبه قائلا: "رحمك الله ، لقد أحييت ميتا"، يعني بذلك إحياء تغيير الشيب بالحناء والكتم. دمتم برعاية الرحمن وحفظه المصدر : كتاب السنن المهجورة الشيخ عبدالعزيز السدحان
| |
|